يشتهر أتليتكو مدريد في الوقت الراهن بأنه صاحب الدفاعات الأقوى في العالم، شراسة وقتالية تميز بها مدافعوه دونَا عن أقرانهم في الفرق الأخرى، الشباك النظيفة هي العنوان الأبرز للنادي الإسباني رفقة مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني، أسماء كجودين، فيليبي لويس، خوانفران يقضون حتى الآن عامهم التاسع تواليًا مع الفريق الذي غدا قطبًا ثالثًا في بلد لم يعرف طيلة تاريخه إلا إثنين.
نأى أتلتيكو مدريد بتلك السمعة عن باقي الأندية، فبالإضافة لخطوطه الخلفية المتينة، فإنه امتاز أيضًا بإنتاج حُرّاس مرمى على مستوى عالٍ بعد سنوات من التخبط بذوات القفازين (دي خيا- كورتوا- أوبلاك) وهو ما قد يُفسّر هذا الكم من "الكلين شيت" الذي لن يكون إلا بالتكاتف بين الشِقّين "الدفاع والحِراسة"، الحال ذاته للهجوم، الذي بدأ بتوريس وانتهى عند كوستا وقبلهم انفجر فورلان، أجويرو وفالكاو، ربما حلقة الوسط هي الأضعف من بين خطوط الملعب الأربعة لدى الروخي بلانكوس منذ تولى سيميوني المهمة قبل 8 سنوات، وقد بدأت تلك النظرية في الاندثار مع كوكي وساؤول نيجويز.
في هذا التقرير نستعرض جانبًا من جوانب قوة الفريق الإسباني خلال تلك الحُقبة، ألا وهي مركز حراسة المرمى الذي كان ولا يزال نقطة الانطلاقة نحو تأسيس فريق البطولات..
في البداية يجدر الإشارة إلى أن المدرب المساعد لسيميوني، جيرمان بورجاس، كان في الأساس حارسًا للمرمى وهو ما انعكس على تعليماته لكورتوا، ويان أوبلاك وحتّى الاحتياط (رحل دي خيا قبل مجيء سيميوني)، دور بورجاس ليس لتدريب الحُرّاس لكنه انغمس فيه قليلًا بحكم خبراته، وهو ما لم يتداخل مع عمل المدرب المختص في تدريب الحُرّاس، بابلو فيرسيلون، مُدربان بخبرات مختلفة لربما تُخبرنا قليلًا لماذا أتليتكو هو الأفضل في هذا المركز في إسبانيا وقد يكون بالعالم.
بورجوس الحارس (بالأعلى) وبالأسفل بورجوس المدرب المساعد لسيميوني
- ديفيد دي خيا (حارس إسبانيا الأول)
نجح مانشستر يوناتيد في الظفر بخدمات الحارس الصاعد وقتئذٍ (19 عامًا) رُغم أنه لم يقدم مستويات كبيرة مع أتليتكو مدريد، لكن عين الرجل الخبير السير أليكس فيرجسون كانت تسبق الزمن، عبر تاريخه كمدرب للفريق، لم يفوّت فيرجسون أي مباراة لمانشستر يونايتد إلا في مناسبتين الأولى كانت حفل زفاف نجله عام 2000 والثانية عندما سافر إلى إسبانيا لمشاهدة دي خيا عن كثب من مدرجات المستايا رفقة مدرب حراس المرمى إيريك ستيل.. في الأخير انتقل اللاعب إلى الفريق الإنجليزي بمبلغ 25 مليون يورو صيف 2011 قبل 6 أشهر فقط من وصول دييجو سيميوني، عانى دي خيا في أول موسمين وطالبت بعض الجماهير برحيله، البقية هو التاريخ.
- ثييبو كورتوا (حارس بلجيكا الأول)
لم ينشأ كورتوا بين جدران ملعب فيثنتي كالديرون كما دي خيا، فقد انتقل من خينك البلجيكي إلى تشيلسي صيف 2011 بـ 9 ملايين يورو، قبل أن يُعيره النادي اللندني المنتشي بحارسه الأسطوري بيتر تشيك بعدها "بيوم واحد" إلى أتليتكو مدريد الذي فقد حارسه دي خيا لصالح مانشستر يونايتد للتو.. لترتيب الأوراق فإن دي خيا رحل في الأول من يوليو 2011، تعاقد تشيلسي مع كورتوا يوم 26، ثم باعه إلى أتليتكو يوم 27.. قضى ثييبو 3 مواسم مع النادي العاصمي الإسباني بـ 1.2 مليون يورو فقط وفاز مع الفريق بالدوري والسوبر الأوروبي إضافة إلى كأس الملك، (154 مباراة مع 76 كلين شيت و125 هدف في الشباك) هي حصيلة كورتوا مع أتليتكو مدريد قبل أن تنتهي إعارته ويعود لتشيلسي صيف 2014، 3 أعوام كانت كفيلة بوضع إسم كورتوا بين مصاف كبار حُرّاس أوروبا، فترته مع أتلتيكو مدريد كانت هي الذهبية وليس مع تشيلسي أو غيره.
- يان أوبلاك (حارس سلوفينيا الأول)
كان لتقدم سمير هاندانوفيتش في العمر دورًا في تقلد أوبلاك منصب الحارس الأساسي للمنتخب السلوفيني، هذا بجانب تألق يان في الأساس وجدارته بالمركز، خاض أوبلاك أول مباراة مع المنتخب بعمر الـ 19 بتصفيات مونديال 2010 (الذي تأهل له سلوفينيا بالمناسبة) وكانت في الحادي عشر من سبتمبر عام 2009، رقم يخبرك ربما بمدى قوته من الصغر.. انتقل اللاعب من فريق أولمبيخا المحلي إلى بنفيكا عام 2009 ومنذ ذلك الوقت حتّى 2013 أعاره النادي إلى 4 أندية برتغالية مختلفة بواقع موسم واحد لكل فريق وهم على الترتيب (بييرامار- أولهانينسي- لييرا- ريو آفي).. صيف 2014 شهد على انتقال أوبلاك بشكل رسمي ونهائي إلى أتليتكو مدريد ليكون خليفة لكورتوا الذي أنهى إعارته وعاد لتشيلسي، في الحقيقة كان انتداب يان بتوصية من بورجوس نفسه الذي راقبه طيلة 3 سنوات ليكون الحارس القادم للفريق.. حصيلة اللاعب بعد 5 مواسم هي (194 مباراة، 109 كلين شيت، واستقبل فقط 125 هدفً